يواجه اليمن اليوم ، بعد اكثر من 8 سنوات من بدء النزاع ، مرحلة تجزئة انتقل فيها النزاع من قمة الهرم إلى قاعدة الهرم وعلى مستوى المجتمعات الصغيرة, أدت بيئة الحرب إلى انتشار النزاع على مستوى المراكز السكانية الصغيرة حيث اسهم ذلك في إنتاج صراعات أصغر من أجل الحصول على الخدمات أو الوصول إلى الحقوق أو تلك الخلافات المتعلقة بالقضايا التي لم يتم حلها من قبل القضاء،أو حتى تلك النزاعات الجارية على الأراضي والمياه وغيرها. كل هذه النزاعات أثقلت النسيج الاجتماعي في اليمن ، حيث ساهم النزاع في تفكيك النسيج الاجتماعي ، وزادت الخلافات والنزاعات المجتمعية العبء على النسيج الاجتماعي ، مما جعله ينتقل إلى مزيد من التفكك, مشهد اثقل كاهل المؤسسات الرسمية في حل النزاعات والفصل في القضايا مما أدى إلى تراكم القضايا والمنازعات وتراكم قضايا المحتجزين وتأخر البت في قضاياهم. كل هذا تطلب إيجاد آليات عمل غير رسمية تقلل من تراكم القضايا والاحتجاز في مراكز الاحتجاز وتكون بمثابة خط الدفاع الأول الذي يعمل على حل النزاعات بالطرق التقليدية باستخدام الوساطة والتحكيم والتفاوض التي يقوم بها المؤثرون من المجتمع من أجل إنهاء النزاعات. في إطار ذلك جاء مشروع تعزيز الوصول الشامل للعدالة في اليمن (PIAJY) وبدعم من الحكومة الهولندية عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي - UNDP، والتي قامت من خلاله مؤسسة افاق شبابية - الشريك المنفذ - للعمل على انشاء لجان وساطة مجتمعية تطوعية في 6 مديريات في محافظة عدن للقيام بحل قضايا المحتجزين في مراكز الاحتجاز بالتنسيق مع أصحاب المصلحة باستخدام أساليب الوساطة والتحكيم،من اجل زيادة الوصول الشامل للعدالة عبر الطرق الرسمية وغير الرسمية.